كلمة مع السيد الرئيس

د.لقمان ستوده: تراجعُ الآمال الحالية خطير على حاضر ومستقبل هذه البلاد. إن تشجيع النخب السنية ودعم مجتمعهم الكبير والمؤثر سيكون له تأثيره على معدل نجاح خطوات حكومتكم المستقبلية. إن الحفاظ على الأمل والأخلاق والمعنویة هو أحد أهم مهام حكومتكم.

كلمة مع السيد الرئيس

معالي السيد الدكتور مسعود بزشكيان

رئیس الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة

بعد السلام والتحیة 

کما لا یخفی أن الاستعدادات للدورة الرئاسية الرابعة عشرة بدأت في جو من الشك واليأس؛ نزل الناشطون المدنيون والأحزاب والمنظمات إلى الميدان لتغيير الوضع المقلق في البلاد وعرضوا سنوات نشاطهم؛ الخلفية الصحية ونقاء السیرة وخطاب فخامتکم المبني على الحق والعدالة - مع التأكيد على إعلان حقوق القوميات والأديان وأهل السنة - أصبحت أيضا قرینة بحملة التآكل الإنتخابي وفي أجواء مليئة بالخوف والأمل السياسيین والاجتماعيین، وبالطبع في الخطوة الثانية تم تحقيق الهدف.

إن التوقعات المليئة بالأمل والثقة في الكشف عن حكومة الوفاق الخاصة بكم انتهت بعد فترة صعبة من التكهنات والشائعات، وحتى الآن أصحبت مخیبة لآمال معظم الصامتين والمفعمين بالأمل!
السيد الرئيس!

إن عامة الناس، وخاصة قسم كبير من الشباب الذين نأوا بأنفسهم عن النصوص الدينية في صراعات الهوية في العالم الحالي، أصبحوا يأملون في إصلاح القضایا من خلال اعتمادکم ورجوعکم المتكرر إلى الآيات القرآنیة والمقاطع اللطيفة من نهج البلاغة. 

ألم تكن الفقرة 8 من البيان الصادر جزءاً من قولکم؟ فإن كان - وهو كذلك - ألم تسأل أمير المؤمنين مراراً: "ذِمَّتِي بِمَا أَقُولُ رَهِينَةٌ وَ أَنَا بِهِ زَعِيمٌ"؟
صحيح أنه من حقك أن تختار ترتيب زملائك، لكن من حق الغائبين في العقود الخمسة الماضية، وعلى رأسهم الطائفة السنية في البلاد، أن يسألوا أنفسهم وأنتم - المشهورون بالصدق والشجاعة - طوال هذه السنوات، هل فشلت النخب التي تمثل ما يقرب من عُشري المجتمع التعددي الإيراني في كسب ثقة الطبقة الحاكمة، على الأقل لدخول القائمة المقدمة إلى البرلمان؟ إذا لم تحسبونا "أخاَ لك في الدين" فنحن "نظير لك في الخلق" ومواطنين في هذا المجتمع. إلى متى يجب أن ننفق من الاحتياط الأخلاقي والروحي الجماعي والدعم الاجتماعي لأهل السنة، خلف أبواب البيروقراطية المغلقة ونعطي الأمل الكاذب لأبناء وطننا ومواطنينا؟
السيد بزشکیان!

لقد توقعنا وننتظر منكم أن تعالجوا أوجاع الوطن کطبيب بالإضافة إلى ذلك، لم يكن أساس اختيارنا لحملتك هو البحث عن المشاركات، وما زلنا نؤمن بصحة اختيارنا؛ لكننا نتوقع بحق أنه في الفرص المتبقية، من أجل كسر محظور وجود المواطنين السنة في أعلى واجهة سياسية للبلاد، يجب التعويض بخيارات مقبولة وجديرة في تشكيلة نواب الرئيس.

تراجعُ الآمال الحالية يشكل خطرا على حاضر ومستقبل هذه البلاد وإن تشجيع النخب السنية ودعم مجتمعهم الكبير والمؤثر سيكون له تأثيره على معدل نجاح خطوات حكومتكم المستقبلية. إن الحفاظ على الأمل والأخلاق والمعنویة هو أحد أهم مهام حكومتكم ويبدو من الصعب تحقيق هذه المهمة في ظل الدائرة المغلقة الحالية، كما يتضح من ردود أفعال مختلف شرائح المجتمع في الساعات القليلة الماضية.

أتمنى لكم التوفيق والمستقبل الأفضل في خدمة الوطن وجميع الإيرانيين الوطنيين.

لقمان ستوده

عضو المجلس المركزي لجماعة الدعوة والإصلاح